طلبت من أصغر بناتي( ليان ) أن تطور فكرة الأقلام التي عشت مع ألوانها الثلاثة الأحمر والأصفر والأخضر مراحل عبرت بها عن مدى رضا النفس عن تأدية الواجب الذي أملته المسئولية .فكان(الإنسان) والاستثمار فيه هو محور رسالة المعرفة، والاستثمار في الإنسان هو الذي كوّن مراحل تطور الذات ،وهو ما رسم الخمس مراحل معبرة عنها الأقلام الثلاثة، إضافة إلى البدايات باللون الرمادي والنهاية باللون الأبيض. فكان هذا التعاون بيننا موضوعا لغلاف "التحول المعرفي".
وبما أن الكتاب يتحدث عن مراحل الحياة وتجاربها وتأثيرها على الإنسان فقد اختير اللون الفضي ليعكس ويوضح الأشياء كماهي، كما أن الغلاف الشفاف هو ما جمع الحروف ليوصل رسالتها بكل صدق وشفافية .

طلبت من الأخ ضياء عزيز ضياء أن نلون الكتاب بلوحة تعكس رسالته، وتعبر عنها بألوان مراحله الخمس، فهذاما استوحاه الفنان وماخطته ورسمته ريشته.

يجسد"مجسّم المعرفة" رسالة وآمال وتطلعات (مجموعة الأغر) منذ بداية مسيرتها في طريق قادها إلى بناء "استراتيجية المعرفة" وإيمانها بأن المستقبل يجب أن يؤسس لمجتمع قائم على اقتصاد المعرفة. والمجسّم مركّب من الأعلى إلى الأسفل، يحمل في أعلاه سبع حمامات للمعرفة بدوائرها التي تحمل شعار الأغر وهدفنا للوصول إلى تأسيس مجتمع معرفي بحلول عام ١٤٤٤هـ، ومن بينها تخرج يدان لفتى وفتاة تنفتحان باتجاه الأعلى للإمساك بالمستقبل. واليدان تخرجان من كرة أرضية محفور على قاراتها سبع آيات قرآنية كريمة، بدءاً بـ ( اقرأ ) و(علم الإنسان) و(فوق كل ذي عليم) ويحملها مربع هو قاعدتها. وأضيفت إلى المجسم أخيرا قاعدة منفصلة يرتكز عليها، تمثل نجمة خماسية عليها شعار (الأغر) وكلمة (السلام ) باللغة العربية وبثلاث عشرة لغة عالمية أخرى.
صُمّم "مجسم المعرفة" ليقام في الميدان الرئيس بمنطقة خزام التاريخية بجدة عندما تقدمت (مجموعة الأغر) بمقترح إعادة ترميم قصر الملك عبدالعزيز التاريخي وقصر الملك سعود- يرحمهما الله- وإقامة مبنى منظمة التعاون (التضامن) الإسلامي بجانب مبنى البنك الإسلامي، والمنطقة الحضارية الثقافية وجادة الحضارات المؤدية إلى جدة التاريخية. وقد أنجز المجسم من قطعة رخام واحدة بطول يقارب ثلاثة أمتار في قرية بيتراسانتا بإيطاليا، تحت إشراف مصممه الفنان السعودي ضياء عزيز ضياء. وأملنا أن يجد مكانه الدائم في مدينة المعرفة بالمدينة المنورة بإذن الله وتيسيره.

الذي أقيم بمناسبة اختيار مكة المكرمة أول عاصمة للثقافة الإسلامية.و كان للزميل الفنان ضياء عزيز ضياء دور كبير فيه؛ إذ أن لوحاته الثلاث مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقدس الشريف رسمت قبل فكرة المعرض بسنوات، وبتوفيق الله وتقديره كانت هي الموحية والملهمة لإقامة المعرض.

من الأعمال الفنية التي يرسم لها التاريخ قصة تُروى، وهي التي تنبع من قلب الفنان بإيمان وقناعة. وما كونته الألوان في لوحة الحوار ستبقى تاريخا في مسيرة فنانا المبدع ضياء عزيز ضياء.